سر الافخارستيا

لماذا التجسد ؟ لكى يكون لدينا جسد الله نتناول منه فنأخذ حياه وهذا موضوع اليوم

- سر التناول يسمى سر الافخارستيا وتترجم بالعربية : الشكر ولكن لفظ افخارستيا فى اليونانى تنقسم الى اف= حلو خاريس = نعمه اى نعمه حلوه = افخارستيا ، فى القبطية : شيب اهموت .. شيب = مقبول إهموت = نعمه شيبهموت = نعمه مقبوله او الشكر
فى سر الافخارستيا نقول له نحن نقبل نعمتك بالشكر على نعمتك الحلوة ونلخص العلاقة بين الله والانسان فى فعلين هما :-
الله يعطى ..... والانسان يشكر
الله يعطى هذا من البداية ، الله لا يكف عن العطاء .. والانسان يشكر ليس دائماً فالانسان دائم الجحود والجحود عكس الشكر والتذمر هو الجحود ، يقال من الاتيكيت ان تفتح الهدية المهداه لك فى حضور مقدمها وتعلن شكرك له فيفرح المقدم للهدية ويفرح اكثر عندما يراك تستخدم الهدية .
للاسف الانسان لا يفعل ذلك مع الله . فمنذ البداية الله اعطانا الخليقة واعطانا نسمه منه .. حياه .. واعطانا طعام من النبات وحيوان يخدم .. وقد خلق الانسان مكتفى فى كل شئ فنجد ان الدورة الدموية فى الانسان تعمل وحدها وهكذا كل اجهزه جسمه تعمل تلقائياً .. الشمس تشرق وحدها والنبات ينمو وحده إلا شئ واحد الانسان يسعى ليناله هو الاكل .. لماذا خلقنا محتاجين للاكل ؟ لكى يعلن لنا حبه
الله خلق الانسان كائن جائع لكى نذهب له كل وقت اطلب منه فيطعمنى بيده ويفرح وانا ايضاً افرح واشكره .. كان يستطيع الله ان يخلقنا غير محتاجين للاكل .. أليس الانسان يأكل لينال طاقة ؟ هناك اجهزة تعمل بالطاقة الشمسية هكذا النبات ينمو بالطاقة الشمسية ويحولها لطاقة نمو .. الانسان والحيوان يبحثان عن الاكل بينما النبات لا يبحث .. لماذا خلقنا الله محتاجين للاكل ؟ لكى اعود له كل فترة و يطعمنى بيده فأفرح ويفرح الله بنا ... كما تطعم الام طفلها بيدها .. لذلك قال الله لآدم لا تأكل من هذه الشجرة لانه يريد ان يطعمه بيده لئلا يأتى الشيطان ويطعمه بيده هو وهذا ما حدث لآدم .. الله اراد ان يطعم الانسان بيده فيأكل ويشبع ويفرح ويشكر والله يفرح لكن عدو الخير تدخل فى الامر وجعل الانسان يأكل من يده هو وليس من يد الله وهذا أصل المشكلة ان الانسان صار يأكل من يد الشيطان .. انسان يعمل ويأخذ راتبه من يد الله غير آخر يسرق ويأخذ راتبه من يد الشيطان .. اذاً الامر الواحد قد يكون مقدس وقد يكون نجس المهم يد من التى تقدم هذا الامر ، من يد الشيطان يصير الامر نجس ومن يد الله الامر مقدس .. هذا أصل الخطية ان الانسان أكل من يد عدو الله هو الشيطان فقال له الله موتاً تموت وكانت النتيجة :
1- التعرى من ثوب البر 2- الطرد من حضره الله
3- التذمر بدل من الشكر عندما سأل الله آدم اين انت اجابه آدم سمعت صوتك فخشيت لانى عريان فإختبأت .. المرآة التى اعطيتنى هى اعطتنى لأكل ، ألقى اللوم على المرأه وكأنه متضايق من الله انه اعطاه المرأه وهكذا المرأه ألقت اللوم على الحيه هذا هو التذمر
4- ملعونة الارض بسببك شوكاً وحسكاً تنبت لك
وطرد آدم من حضره الله والله فى باله ان يقيم خطة لإعادته مرة آخرى الى حضنه ليأكل من يده مره أخرى


+ كيف أكل الانسان من يد الله ؟
1- فى العهد القديم : اعطانا الله اشارات انه يطعم الانسان بيده وهذا ظهر فى المن والسلوى التى ارسلها الله لهم اناس فى البرية القاحله 40 سنة اطعمهم الله بيده اشارة مبكره لسر الافخارستيا .. هل شكر بنو اسرائيل عندما اكلوا المن فى البرية ؟ لا .. تذمروا لانهم فقدوا النعمة وقالوا لموسى " سئمت انفسنا هذا المن السخيف "فقال الله لموسى لآرسل لهم السلوى حتى يخرج اللحم من انوفهم .. هناك رموز وإشارات اخرى كثيرة فى العهد القديم لسر الافخارستيا
2- فى العهد الجديد : أ- فى بداية خدمة ربنا يسوع المسيح صام على الجبل اربعين يوم وليلة لماذا؟ هو قال " ليس بالخبز وحده يحيا الانسان بل بكل كلمة تخرج من فم الله "وكأنه يقول لآدم خير لك ان كنت لا تأكل ابداً من ان تأكل من يد الشيطان لذلك نحن نصوم قبل ان نتقدم لسر الافخارستيا مثل المسيح .
ب- لماذا أكل يسوع بعد صوم 40 يوم ؟ يقول من جهه لاهوتى لا أكل لكن من جهه ناسوتى لابد ان أكل وقد كان الاهوت يستطيع ان يسند الناسوت ولا يأكل لكن لا اريد ان اكون غريب عنك بل اكون مثلك وأقدس حياتك بكل ما فيها أكل من الاكل الذى أنت تأكله وأمشى على الارض التى لعنتها بسبب الخطية ج- المسيح ايضاً أكل مع الناس لم يأكل وحده دائماً بل أكل مع مريم ومرثا وفى بيت سمعان الابرص وزكا و.. لماذا أكلت مع الناس ؟ يقول لابارك الناس .

ء- اطعم الناس من يده فى معجزة اشباع الجموع معجزة ذكرت فى الاناجيل الاربعة معجزة قد لا نراها مهمة مثل اقامه لعازر .. لا .. مهمة لانها خطوة فى طريق تصحيح العلاقة بين الله والانسان هذه المعجزة معناها ان الطعام من يد الله له مذاق خاص ومشبع ويفيض .. خمس خبزات وسمكتين اطعموا 5000 رجل وفاض 12 قفة .. وسبع خبزات وقليل من صغار السمك تطعم آلاف ويفيض ، يقول لتعرف الفرق بين الاكل من يدى والاكل من يد الشيطان .
اذاً هو صام ليعرفنا ان ليس بالخبز وحده يحيا الانسان ، أكل ليبارك الأكل .. وأكل مع الناس ليبارك الناس ثم اشبع الجموع لنعرف ان الطعام من يده شئ آخر هـ- ثم فى ليلة العشاء السرى اخذ الخبز والكأس وشكر ونظر الى فوق وقدم للتلاميذ خذوا كلوا هذا هو جسدى .. واشربوا هذا هو دمى .. اعطانا جسده ودمه


لما أأكل من يده أكل وأشبع وأفرح وأسبح الله لذلك سمى سر الشكر اليوم يحول الخبز لجسده الخاص والكأس لدمه الخاص والذى يأكل منهما يأكل من يده ويتحد بالله وهذه قمه العلاقة بين الانسان والله فى سر الافخارستيا
- فى سر الافخارستيا نأخذ من خبز الارض واضع فى يده اعتراف منى ان عطيتك لها قدسيه خاصة
الله يفرح بعطيتنا ويقول سأعطيك ما هو افضل .. نضع قربانة على المذبح يفرح بها الله وفى المقابل يعطينا هديه من عنده تناسب مكانته وقيمته ويحولها لجسده ويحول الخمر لدمه وايهما اغلى الخبز والخمر ام الجسد والدم ؟ الجسد والدم لان هدية الله لا تقدر بمال ، تقول الكنيسة للكاهن " احرص كل الحرص فى توزيع الاسرار المقدسة لان العالم كله لا يساوى مثقال ذره من الجسد والدم " لانه جسد الله ودمه .. نحن فى القداس نعمل حفل تبادل هدايا نقدم له خبز وخمر وهو يقدم لنا جسده ودمه هو يفرح بهديتنا هل نحن نفرح بهديته ؟ الفرح بالهدية له علامة ان استخدم هديته ... لذلك يقول فى القداس " خذوا كلوا هذا هو جسدى "الناس تتقدم للتناول بفرح لكن الذى لا يتقدم للتناول ويقول القداس كل يوم موجود اتناول غداً .. استهتار واستهانة هذا يسبب حزن شديد لقلب المسيح لكن الذى يشكر الله على التناول وهو فرحان يفرح قلب الله لذلك اثناء التناول تقول الكنيسة تسابيح بنغمة الفرح .
اذاً الافخارستيا اعادت لنا علاقة آدم بالله قبل السقوط بل وافضل من هذه العلاقة القديمة


- قلنا ان الاكل الطبيعى من يد الله كان فيه بركه ومن يد الشيطان كان فيه لعنة هو فى سر الافخارستيا وضع حياته على الخبز والخمر فحوله الى جسده ودمه اى وضع سر الحياة ، هو اعطانا الحياه .. الطبيب الروحانى كشف على الانسان ووجد ان عنده نقص حياه واعطاه الحياه كعلاج من الصيدلية هى الكنيسة والعلاج يصرف فيها مجاناً هو سر الشكر خبز وخمر لكن مضاف إليه سر الحياه فصار الخبز المحى لذلك يقول الكاهن " هذا هو الجسد المحيى "اى فيه حياه فيعطينى حياه " من يأكل جسدى ويشرب دمى له حياه آبدية وانا اقيمه فى اليوم الآخير " ... قد اقول له هناك بدائل يقول لا ... " الحق الحق اقول لكم ان لم تأكلوا جسد ابن الانسان وتشربوا دمه فليس لكم حياه ابدية " اذاً نحن لا نأكل خبز مقدس فقط بل خبز مقدس مضاف اليه حياه آبدية وليست حياه عادية .. حياه ابدية اى ليس لها نهاية لان الحياه العادية تنتهى .. انا فى الخبز المقدس أخذ حياه الله وليست حياه الانسان لذلك التناول له قيمه لا نهائية .. بولس الرسول يقول " احيا لا انا بل المسيح يحيا فى" كيف يحيا فيك؟ يقول اكلته ... لو احضرت شمعه نفخة من طفل صغير تطفئها ولكن الشمس لى تجمعت البشرية كلها لن تطفئها .. هكذا الحياة الابدية شمس لا تطفأ بينما حياتى انا شمعه تطفأ .. انا انال حياه ابدية بالتناول لان المسيح وضع حياته وجيد ان اصدق ان هذه الخبزه وضع فيها حياته فصارت جسده وهذا الخمر وضع فيه حياته فصار دمه نعم نحن نشعر بطعم الخبز والخمر لكنه فى الحقيقة جسده ودمه .. نعم القربان كله يشبه بعض لكن هذه الخبزه الكنيسة قالت لى هذا جسد المسيح وانا اؤمن انه جسده الحقيقى ودمه الحقيقى


+ من انجيل يوحنا اصحاح 6 :
قال يسوع " لان خبز الله هو النازل من السماء الواهب الحياه للعالم " ( يو 6 : 33 )

" انا هو خبز الحياه " ( يو 6 : 35 ) .... " هذا هو الخبز النازل من السماء لكى يأكل منه الانسان ولا يمةت " ( يو 6 : 5 ) ... " انا هو الخبز الحى الذى ينزل من السماء ان اكل احد من هذا الخبز يحيا للابد والخبز الذى انا اعطيه هو جسدى الذى ابذله من اجل حياه العالم " ( يو 6 : 51 ) .. " الحق الحق اقول لكم ان لم تأكلوا جسد ابن الانسان وتشربوا دمه فليس لكم حياه فيكم .. من يأكل جسدى ويشرب دمى فله حياه ابدية وانا اقيمه فى اليوم الاخير لان جسدى مأل حق ودمى مشرب حق من يأكل جسدى ويشرب دمى يثبت فيا وانا فيه كما ارسلنى الاب الحى وانا حى بالاب فمن يأكلنى فهو يحيا بى هذه هو الخبز الذى نزل من السماء ليس كما أكل اباءكم المن فى البرية وماتوا ، من يأكل هذا الخبز فإنه يحيا الى الابد " ( يو 6 : 53 – 58

شكرا