من مشاهير الكنيسة القبطية في القرن الثامن الميلادي. عاش زاهدًا فلم يقتنِ لنفسه شيئًا من مقتنيات العالم. لم يكن له سوى ثوب واحد، وكان بهي الطلعة حسن السيرة، يعظ الخطاة والمرتدين عن الإيمان، فيسمعون له ويطيعون قوله. مع البابا ألكسندروس الثاني كان مع البابا ألكسندروس الثاني وقت أن دعاه جابي الخراج وهو ينوي به شرًا، ففرّا كلاهما معًا فتبعهما الجابي، فوجد البطريرك قد مات وألقى القبض على هذا الأب، وأتى به إلى عبد الله الوالي. اتهمه الوالي بأنه حرّض البطريرك على الهروب، وطلب منه أن يدفع عوضه ألف دينار. وكان الأنبا صموئيل فقيرًا لا يملك قوت يومه، فاعتذر للوالي بعدم قدرته على دفع المبلغ فلم يقبل منه، وسلّمه إلى شرطيين لتعذيبه فأخذاه وقدّماه إلى قوم من البرابرة لهم طباع الوحوش، فجذبوه وصاروا يجرونه في شوارع مصر حتى أتوا به إلى باب كنيسة مار جرجس وجمع كثير يجري خلفه. تعذيبه بعد هذا التعذيب عادوا يطالبونه بدفع المبلغ ولما رأوه عاجزًا عن تقديمه نزعوا عنه ثوبه وألبسوه مسح شعر، وعلّقوه بذراعيه وهو عريان وجميع الشعب ينظرونه وهم يضربونه بسياط من جلود البقر حتى جرى دمه على الأرض. استمروا معه على هذا الحال أسبوعًا، وكبار الموظفين يتوسطون له عند الأمير وأفهموه بأن لا يد له في هروب البطريرك، وأخيرًا أطلقوه بعد أن تجرَّع كؤوس الآلام أشكالاً، ولا ريب أن ذلك العذاب قضى عليه فلحق بآبائه.